لكي تنجح الحرب التي تشنها الوزارات والجهات الحكومية السعودية المختصة على تفشي وباء فايروس كورونا الجديد، لا بد من تفاعل إيجابي من المجتمع السعودي، بمواطنيه ومقيميه. ويكون ذلك التفاعل إيجابياً بمعناه الصحيح من خلال الالتزام بالتوجيهات والإرشادات التي يصدرها المختصون بمكافحة الأوبئة، والحفاظ على الصحة العامة. ولا يعني تخفيف التدابير الاحترازية أن على المجتمع أن ينطلق بلا ضابط في ممارسة حياته الاعتيادية، فتلك هي صحة الفرد، وصحة أفراد أسرته، وذويه، وأصدقائه. وهو أوْلى بأن يعتني بها، حتى إن كان ذلك سيعني حرمانه من العادات التي ينتهجها في الحالات العادية السابقة لجائحة كوفيد-19. وتمثل الأرقام التي تعلن يومياً عن عدد الإصابات والوفيات تذكيراً مؤلماً بأن الجائحة لم تنتهِ بعد، وأن الخطر لا يزال ماثلاً، وأن الفايروس يتربص بالناس في كل مدينة وقرية. ومعنى ذلك أن الحذر الشديد واجب، وأن التقيد بالإرشادات فرض، لأن عدوى هذا الوباء تتعدى الفرد للمقربين منه. أسرته، زملاؤه، أصدقاؤه، وكل من يتعامل معهم في حياته اليومية المعتادة. ويستطيع المجتمع بالوعي، ونكران الذات أن يساهم بدرجة كبيرة في نجاح إستراتيجية الدولة السعودية لدرء هذا الوباء الخطر. ولا بد من تجديد هذا النداء إلى المجتمع لأن الخطر ماثل، ولأن الدولة قادرة على النجاح في كبح الوباء، إلى أن يقيض له الله دواء أو لقاحاً.